حركة تجارية ضعيفة في "الأضحى" بالقدس
تم النشربتاريخ : 2016-09-18
كنت خائفاً وابتعدت عن المغامرة في جلب بضاعة جديدة وموديلات أكثر حداثة استعداداً للعيد بعد ان قرأت الكتاب من عنوانه:
حركة ضعيفة وأقبال لا يرقى الى ان عيداً يلوح في الأفق.
بهذه العبارات أجاب على سؤالنا أحد بائعي الحقائب بجميع اشكالها عند أحد المداخل الرئيسة صوب المدينة المقدسة وقد كان السؤال:
كيف كان العيد..؟!
ونحن في الطريق مروراً بالأسواق الاكثر شهرة مثل خان الزيت والعطارين وما حولها والتي تعد رئيسة ويتردد عليها المواطنون والزوار بالنظر الى تنوع أشكال التجارة مثل الحلويات والمكسرات والملابس والأحذية ومختلف الكماليات التي يزداد المطلب على شرائها قبل الاعياد توجهنا بنفس السؤال الى أحد باعة الحلويات الذي أجابنا مبتسماً لكن الابتسامة يوجد خلفها قلق وامتعاض مما وصلت اليه الأحوال من قلة الاقبال وقال مختصراً: الأوضاع ليست على خير ما يرام لكن توكلنا يبقى على الله وحده ولا أحد سواه، وعندما توقفنا عن المسير لاستراحة قصيرة وكان جلوسنا بين محلين أحدهما متخصص في بيع الملبوسات والآخر له شهرته الواسعة في بيع الأحذية استمعنا اليهما وهما يتجاذبان أطراف الحديث دون دراية منهما أننا نتحسس الأوضاع والأحوال التجارية بمناسبة العيد وقال احدهما للآخر مازحاً وبسخرية: يبدو أن العديد محتجز عند المعابر لم يسمح له بالدخول بعد.
نهضنا من جلستنا القصيرة هذه لنواصل مسيرنا من أجل مزيد من الاستطلاع حتى وصلنا الى قناعة دامغة ان الوضع التجاري في مدينة الأنبياء ليس بالمستوى الذي تعقد عليه الآمال والتمنيات وقد حددنا الأسباب بأربعة على النحو التالي:
* اولاً: الغلاء الفاحش في غياب الأعمال والأشغال وازدياد نسبة البطالة.
* ثانياً: الوضع السياسي العام ما زال مقلقاً والاجراءات الأمنية لم تضعف حدتها بعد حتى يسمح بحرية التنقل والزيارة والحركة.
* ثالثاً: غياب الرقابة على الأسعار وبروز الاستغلال مما يدفع بالهروب الى أسواق بديلة.
* رابعاً: نوعية البضاعة وعدم تلاؤمها مع لغة الحداثة والعصر.
ان هذه الأربعة من الأسباب لم نسجلها على شكل تكهنات وإنما جاءت بعد ان استمعنا الى العديد من اراء الناس العاديين من المستهلكين الذين مروا بالتجربة خلال الاعياد السابقة وقرروا استبدال هذه الأسواق بغيرها وتربية منها لالتزامها بالحداثة والأسعار المحددة والعروض المغرية.
لولا وجود الأقصى والقيامة وباقي المقدسات لأصبحت المدينة خالية الا من مواطنيها في كل المناسبات والأعياد تلك جملة سمعناها من مواطن زائر الذي رفض ان يصرح عن السبب لكننا عرفنا فيما بعد أنه تم استغلاله عند شراء بعض الحاجيات.
لعل الأسباب التي ذكرنا بعضها او المهم منها هو من صنع أيدينا والبعض الآخر فرضته الظروف وعليه فلا بد من تحرك جاد من قبل مالكي المتاجر والمعنيين بأمر المدينة من أجل اعادة القوة والهيبة لأسواق المدينة وفق استراتيجية واضحة ومحددة حتى لا نظل نشكو ونبكي على الماضي.
المعضلة التي نلمسها تتمحور حول غياب العمل الجماعي الموحد لانقاذ ما يمكن انقاذه وهذا ليس لصالح أحد على الاطلاق وعلينا بالتالي أن نطيح بشبح الانانية المفرطة التي تقضي على الآمال والتطلعات وتفرض أمرها المدمر قبل أن نلوم الظروف وغيرنا.